لا نريد أن نوجه التهم جزافا للنشء الجديد، لكنه رغم ذلك متهم بالجهل والسطحية وقلة بل انعدام الثقافة.
ويعزو البعض سبب هذا الابتعاد عن الثقافة إلى إيقاع العصر السريع، وتعدد الملاهي التي تشغل الشباب عن الكتاب، كالقنوات الفضائية والإنترنت مثلا، وكأن لكل شيء ضريبة حتى لو كان التقدم نفسه.
والسؤال، لماذا هذا الجفاف الثقافي عند الشباب؟ ونترك الإجابة للشباب أنفسهم.
لا وقت للثقافة
"السبب وبكل بساطة يتمثل في أننا لا نجد الوقت الكافي حتى نلتفت إلى تثقيف أنفسنا، وأضف إلى ذلك أن وقتنا لا يسعنا لاستذكار الدروس المفروضة علينا في المراحل التعليمية" ، هذا ما قاله أحدهم، ويضيف الآخر: "لا أجد سبباَ لذلك، إلا أن تلك الفئة من الشباب يقضون الجزء الأكبر من وقتهم في وسائل اللهو والترفيه، مما يعني عدم تبقي الوقت الكافي إلا للدراسة المفروضة في المراحل التعليمية".
بعض الشباب لا يزال يمسك بحقه في تثقيف نفسه رغم كل شيء، ويقول أحد الشباب "أنا وأصدقائي وفي خلال فترات الراحة في المدرسة نتوجه إلى المكتبة بشكل مباشر وبدون تفكير لأننا نعلم مسبقاَ أن ما نلزم بدراسته لا يكفي لكي يوصف الشخص بالمثقف، أما بالنسبة للآخرين الذين يهملون من هذه الناحية فلا أجد أي مبرر لهم في قضاء ذلك الوقت الكبير في قيل وقال بلا فائدة تذكر".
ويضيف: "الكتب هي المصدر الوحيد الأساسي للثقافة الذي أملكه، وبعض برامج التلفاز العلمية بين الحين والآخر، وأعتقد أن ذلك يفي بالمطلوب".
الدافع الأسري
يرى أحد الشباب أن دور الأسرة مهم في هذا المجال، ويقول: "يحثني أبي منذ طفولتي على أن أتثقف بجميع الوسائل الممكنة، حيث كان يقوم بالمداومة على إعطائي القصص التي تنمي الفكر والخيال، وجعلني أقرأ الصحف بطريقة مشوقة، فلقد كان يفتح الصحيفة لي على مواضيع مثيرة بالنسبة للطفل إلى أن أصبحت من مدمني قراءة الصحف بجميع أبوابها، وهذا صنيع لن أنساه لوالدي"،
ويضيف:" تعتمد مدى ثقافة الشاب على الطريقة والوسيلة التي تم تلقيه للتربية بها، فالشخص الذي نشأ عند أب جاهل قطعاَ سيختلف عن شخص نشأ عند دكتور في علم ما".
حكم جائر
يرى التربويون أنه من الخطأ القول بأن معظم الشباب يفتقد إلى الثقافة بشكل تام، بل تتفاوت درجات الثقافة من شاب لآخر، وذلك لا يعني عدمها، وكل ما يحتاج إليه الشاب هو الطريق لإظهار ما لديه وتنميته.
فالواقع يقول: إن لكل شاب مجالا فكريا جانبيا يبدع فيه، وهذا هو التجسيد الصحيح للثقافة، كما أن للشاب جوانب من الثقافة يخفق فيها دائما،َ وهي الجوانب الثقافية التي تحتاج إلى مطالعة دائمة، والسبب في ذلك عدم إعطاء نفسه وقتا للراحة، من المرح والاندفاع للهو والترفيه عن النفس.
"Khaled"