يطل التوجولي إيمانويل أديبايور برأسه من باب الحانة ويغمز لمسعود أوزيل. يطلق الاثنان ضحكة صافية مطمئنة. الساعة الثانية ظهرا تقريبا والشمس مشرقة في لاموراليخا ، الحي الراقي الذي تسكن به غالبية لاعبي ريال مدريد.
يقول له المهاجم الأفريقي باللغة الإنجليزية "أراك في التدريبات"، قبل أن يقول الألماني في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) بعد انصراف أديبايور: "شخص رائع". علاقتهما لم تتعد الشهرين ، لكن الأمور تمضي سريعا للغاية في حياة أوزيل في الآونة الأخيرة.
في سن الثانية والعشرين ، يعيش الألماني لحظة مفصلية في حياته. فبعد أن وقع في آب/أغسطس الماضي لريال مدريد ، تحول أوزيل إلى اللاعب الأبرز في صفوف نادي العاصمة الأسبانية الشهير ، الذي يراهن بعد تقلص آماله في بطولة الدوري على دوري الأبطال الأوروبي والفوز على برشلونة في نهائي بطولة كأس الملك.
ويؤكد الأرجنتيني خورخي فالدانو المدير العام لريال مدريد "مسعود أوزيل سيكون هنا رمز العقد المقبل لريال مدريد".
وفي المنتخب الألماني لا يزال هو "ميسي"، لكن هذا الاسم يذكر في ريال مدريد بشكل أكبر بالأرجنتيني ليونيل ميسي نجم برشلونة ، لذا ركز زملاؤه في الفريق على عينيه الجاحظتين ليطلقوا عليه اسم "نيمو" المقترن بالسمكة الشهيرة في عالم الرسوم المتحركة.
ويحذر أوزيل خلال المقابلة "أنا لم أحقق شيئا بعد... بالتأكيد أنا على الطريق الصحيح. وعندما وقعت للنادي كنت أدرك بالطبع قدراتي".
نبرة الصوت لا تزال كما هي تسمع بالكاد ، لكن محتوى الكلمات يزداد قوة. بين أوزيل الخجول والخائف من الميكروفونات قبل ستة أشهر وأوزيل الواثق الآن توجد 42 مباراة وعشرة أهداف و16 تمريرة هدف ، والكثير من التصفيق في استاد "سانتياجو برنابيو".
وتأقلم الألماني ، الذي يبدي إعجابا كبيرا بالنجم الفرنسي المعتزل زين الدين زيدان ، بسرعة مع الحياة في مدريد. ومع بداية نيسان/أبريل ، أصبح يستمتع بالتنزه بملابس صيفية بين شرفات المطاعم الغالية في حيه ، حيث لا يعد أمرا صعبا العثور على لاعبي كرة أو نجوم تليفزيون أو رجال أعمال.
وبعد انتهاء علاقته بخطيبته أنا ماريا ، يعيش أوزيل وحده ، وهو ما لا يعني أنه وحيد. ويوضح مساعده شاهين شايسته "دائما هناك أناس يأتون لزيارته. أصدقاء وأقارب وحتى أنا كثيرا ما آتي".
ودائما ما يحب اللاعب إحاطة نفسه بذويه ، وربما كان ذلك أثرا من إرثه التركي الذي لا يزال حيا بداخله رغم أنه ينتمي إلى ثالث أجيال عائلته بألمانيا.
أما الدقة التي يصل بها إلى كل مواعيده فهي ألمانية خالصة ، وذلك المزيج حوله في بلاده إلى رمز للتعدد الثقافي وهو الثوب الذي يشعر بالراحة وهو يرتديه.
ويقول "بالتأكيد... يسعدني أنني قد تعرفت على كلتا الثقافتين".
وفيما يتعلق بالثقافة الإسبانية يمضي متخبطا بعض الشيء. فأغلب ما يسمع من موسيقى يظنه فلامنكو ، وإجادته للغة ليست كبيرة بعد رغم وجود معلم خاص. لكن المسألة ليست خطيرة ، وإذا ما مضت الأمور بصورة طبيعية ، لا تزال أمامه ستة أعوام على الأقل في عقده بأسبانيا لمعرفة المزيد.