من صرح شقائي...سوف انادي
ومن الام روحي...سأفيق صرخاتي
ومن نزف قلبي.....سوف اعلن عزائي...
لعل دمائي تحضر.....وتبكي جروحي..
نهار يغيب..ويتربع ليلي..
ارض مضمحلة..وسواد وشحوب سمائي..
تعلن عن عزائي..
ورياح ونسمات تبعثر صفحاتي...
صفحات تروي عن الامي واوجاعي...
فقد مللت ديمومة بكائي وحياتي...
ولكن ان انكرت دموعي..فلت اتلذذ ببكائي
وان اطفأت شموعي...فمن اين سيأتي ضيائي..
من تألمي بكت جروحي..
وتنهدت جوارحي...
وصرخت روحي بطعن سكاكيني..
واخرجت رمالي احزاني من قبرها..
واصرت جروحي على بكاءها...
وسيطر على افكاري هواجسها...
وتخلت النفس عن سموها وحنانها...
ورحلت الورقة عن مدادها...
وهجرت السفن موانئها وشواطئها..
ورحلت الطيور اعشاشها..
ومع ذالك..اصرت جروحي على بكائها..
ولم اتوقف عن معاتبتها وتوبيخها..
بالرغم من موتها..لم تريحني وهي في قبرها
ورغم جفاف دموعي...بكت وابكتني معها..
حدثتها ورجوتها بان تقول لي ما بها..
ومع ذالك..لم تتوقف واصرت على بكائها..
ومن وقتها عرفت ان عمري قصير...
وان مشواري مع جروحي طويل..
وان دموعي لن تتوقف وبظلام الليل ستسيل..
حاولت كثيرا بان امضي واسير..
وعن اليأس ان اغير..
ومع ذالك تابعت البكاء والمضي في طريق مرير وعسير..
ولكن ليس ذنبي حين تبكي جروحي.....................