شهران فقط من الموسم كانا كافيان كي تؤكد بطولة الدوري الأسباني لكرة القدم على الحقيقة الدامغة: أنها تزداد شبها بنظيرتها الأسكتلندية كلما مر الوقت.
فإذا كان هناك رينجرز وسيلتيك يحتكران لقب الدوري في أسكتلندا منذ ربع قرن ، فإن الدوري الأسباني يبدو في نفس الطريق في ظل هيمنة مطلقة لريال مدريد وبرشلونة.
حتى أمس الأحد ، كان فياريال هو الفريق الوحيد الذي كان لا يزال يقاوم أمام انطلاقة الكبيرين ، لكن فريق الغواصة الصفراء لم يخرج بأكثر من تعادل في الجولة الماضية أمام سبورتينج خيخون وابتعد عن القمة.
تعثر كل الملاحقين وأصبح ريال مدريد يتصدر الآن بفارق نقطة أمام برشلونة ، وثلاث عن فياريال وست عن بلنسية ، بيد أن الأمر الذي يلفت النظر أكثر هو أن ريال مدريد حصد 23 نقطة في تسع جولات ، فيما حصل ريال سرقسطة صاحب المركز الأخير على أربع نقاط فقط.
والأكثر من ذلك أن ريال مدريد يتفوق بفارق تسع نقاط عن أتلتيكو مدريد منافسه المقبل في الدوري الأسباني والفريق الذي كان يبدو في مطلع الموسم كبديل محتمل لأقوى مرشحين.
وحملت الجولة الماضية دليلا آخر دامغا ، حيث حقق برشلونة فوزا مهينا بخمسة أهداف نظيفة على إشبيلية ، الذي استهل هو الآخر مشواره كبديل محتمل للكبيرين.
وقالت صحيفة "أس" اليوم "لابد من التساؤل عما إذا كان هذا الأمر جيد أم سيء. صحيح أنه من المعتاد أن يكون ريال مدريد وبرشلونة في المقدمة ، لكن ليس وحدهما ، مع إمكانية ذهاب اللقب من حين لآخر لأندية أخرى. ما حدث العام الماضي ربما كان أمرا يبعث على السخرية ، وربما كان جديدا. لكن عام وآخر بعد آخر والأعوام التالية فهل سيبقى الأمر كذلك في كرتنا؟".
إنها ديكتاتورية المال. فبرشلونة وريال مدريد يملكان في الوقت الحالي 44 بالمائة من حقوق البث التليفزيوني ، رغم التفاوض في هذه الأيام على عقد جديد.
وتسعى أكثر الأندية المطالبة بتعديل التعاقد (إشبيلية وفياريال) إلى تقليل تلك النسبة ، ومن المحتمل أن يحدث ذلك لكن بقدر ضئيل.
ولن يغير ذلك من حقيقة أن ريال مدريد وبرشلونة لا يزالان يتمتعان بأموال طائلة لإنفاقها ، بينما ليس أمام الفرق الأخرى سوى أمل البقاء والاستمرار دون ديون في أحسن الحالات.
والحقيقة أن ريال مدريد وبرشلونة يقويان كل موسم من فريقين من الصعب عليهما اكتساب مزيد من القوة بغير تعزيزات خارجية. فريال مدريد ضم هذا الموسم لاعبين مثل الأرجنتيني أنخل دي ماريا والألماني مسعود أوزيل ، بينما تعاقد برشلونة مع ديفيد فيا.
في المقابل ، تصلي الفرق الأخرى كي تكون التعاقدات الجديدة موفقة ، وأن يكون الحظ بجانبها مع لاعبين لا يتمتعون بشهرة كبيرة. فإذا لم يحدث ذلك تأتي المشكلات.
وأنهى برشلونة الموسم الماضي برصيد 99 نقطة مقابل 96 نقطة لريال مدريد ، في أرقام لم يسبق أن تحققت في أحد مواسم الدوري الأسباني. ومشوار الفريقين هذا الموسم يشير إلى أمر مشابه.
وبالنظر إلى الإحصائيات التي يملكها الناديان الكبيران ، لم يعد مستغربا أن يبدأ الحديث عن لقاء "الكلاسيكو" الذي يخوضه برشلونة وريال مدريد في نهاية الأسبوع الأخير من تشرين الثاني، في مباراة ستعود إلى تحطيم كل الأرقام القياسية التي يمكن تخيلها فيما يتعلق بالمتابعة والعائدات.
[img][/img][img][/img]