في بلاد الاغتراب هناك من يعشق ماء سورية ..وهواء سورية .. و تراب سورية .. وفوضواها الجميلة ..و أبناءها .
شكوى وردت إلى مكتب عكس السير يسيل من بين مفاصلها ألم و حرقة و مرار , وخصوصا أن المغترب ( صاحب الشكوى ) تعرض للذل على يد " ابن البلد " , و مما يزيد الطين بلة وبلة و ألف بلة أن هذا الـ " ابن البلد " موظف حكومي مهمته حماية و رعاية المغترب , مواطن سوري بمرتبة " سفير " .
ونورد تفاصيل الشكوى " الموثقة "
يقول مرسل الشكوى وهو " المواطن العربي السوري وسام نوفل " قصتي بدأت منذ عامين عندما قمت بزيارة للوطن بعد طول غياب, حيث فوجئت بالمطار بأنني مطلوب لإحدى الجهات و منها للأنتربول الدولي " .
ويتابع " و لأنني لست من أصحاب السوابق - ولم أكن كذلك في يوم من الأيام - وليس لدي ما أخاف منه غير الله عز وجل, فقد ذهبت لمراجعة الجهة المذكورة في دمشق" .
و يضيف " وعند سؤالي عن ما إذا حدثت معي أي مشكلة في الخارج, أجبت بأنني كثير السفر ولعدة بلدان, وعند سؤالي عن البلدان التي زرتها وذكري لها استوقفني المحقق عندما ذكرت أسم أوكرانيا " .
لماذا أوكرانيا ..
يعمل المشتكي " وسام نوفل " في شركة صينية في دبي و تحتم طبيعة عمله في تلك الشركة السفر إلى عدة بلدان ومنها دول الإتحاد السوفيتي السابق .
ومن هذه الدول " أوكرانيا " , وكان أن تعرض " نوفل " حسب ما أورد في الشكوى إلى مشكلة مع شخص أوكراني يعمل في وزارة الداخلية .
وقال المشتكي حرفيا " و حدثت لي مشكلة مع شخص أوكراني, و قد هددني أكثر من مرة عن طريق مكالمات هاتفية و رسائل الكترونية بأنه سيلفق لي تهمة " ما " وبأنه قادر على إدخالي إلى السجن إذا ** " .
ويضيف " ولكنني لم أعر الأمر انتباها لأنني لم أعد أذهب لأوكرانيا بحكم العمل " .
وماذا حدث ..
و علم " نوفل " كما أورد في شكواه أنه وخلال التحقيق في دمشق ثمة تهمة وُجهت له وهي " العمل بالدعارة السرية " , مبينا أن السفارة السورية في مدينة كييف الأوكرانية مذيلة بتوقيع السفير قدمت مذكرة توقيف بحقه من خلال الأنتربول .
وخلال التحقيق في دمشق نفى " نوفل " التهمة الموجهة له , و تمت إحالته إلى فرع الآداب وبعدها إلى القضاء ليقضي 10 أيام بين سجني عدرا و السويداء .
و لم تطل فترة " الشنطنطة " نظرا لأنه تبين أن كتاب السفارة " الموقرة " لم يعتمد أو يورد أي دليل أو مستند أو وثيقة تثبت تورط " وسام نوفل " في التهم الموجهة له , و أصبح " متهما حتى تثبت براءته " وهذا ما حدث .
السفارة " بدا دورة ترجمة "
و تبين أن مذكرة التوقيف التي أصدرتها السفارة السورية مبنية على معروض , فما هو وما قصته ؟ .
وأبرز " نوفل " ما ورد إلى السفارة السورية في كييف ( المعروض ) وهو مستند باللغة الروسية, و حسب ترجمة السفارة فالمستند يتضح أن مقدمه هو " مدافع عن حقوق الإنسان و عضو في جمعية محامي أوكرانية " .
و حول المستند السابق يقول نوفل " أهنئ العاملين في قسم الترجمة بسفارتنا الموقرة بالترجمة العظيمة مع حبهم لإضافة كلمات لم تكن موجودة أبدا في المعروض المقدم ضدي وذلك إما لحاجة في نفس يعقوب على ما يبدو أو لأنهم غير أكفاء بالترجمة " .
و يضيف أن " كلمة правозащитник تعني محامي دفاع وليس مدافع عن حقوق الإنسان (وهما مهنتان مختلفتان) كما قامت السفارة بترجمتها" , مشيرا أن كلمة مدافع عن حقوق الإنسان لها وقع اكبر على المسامع .
السفارة أصدرت مذكرة توقيف بناء على "معروض " لا قيمة له ..أي " فراطة "
و تساءل " نوفل " بما أن المعروض المقدم ضدي وضد صديقي سام عثمان مقدم بتكليف من المكتب المفوض بحقوق الإنسان في "البرلمان الأوكراني" ألا يوجد في هذا المكتب أو البرلمان ختم يبين أن هذا المستند صحيح وذا قيمة رسمية؟؟؟ ألا يوجد ختم للبرلمان الأوكراني؟؟ وبما أن من قدم المعروض محامي دفاع, ألا يجب أن يقوم بتوقيع هذا المعروض على اقل تقدير؟ " .
و أشار " نوفل " أنه باستطاعة أي أحد كتابة 100 معروض مشابه للذي صدقته السفارة السورية , موضحا أنه كان من الأجدر أن لا تقبل بها السفارة السورية دون الرجوع إلى وزارة الداخلية للتأكد من صحة الإدعاء.
وبين أن المعروض " الغير رسمي " لو أنه مر على مكتب البرلمان لكان تحول إلى ملف رسمي و ليس ورقة غير معترفة بها سوى لدى سفارتنا الموقرة .
و أيضا " هل قامت أية جهة كانت بمخاطبة دولة الإمارات العربية المتحدة للإستفسار منها عن صحة المعلومات من عدمها بما أنني أسير رحلات الفتيات إلى دولة الإمارات كما ورد في المذكرة وبذلك فهي طرف معني بالقضية " .
وتساءل أيضا " هل قابلت المدعوة ايلينا غيرباتش التي وكما موضح أنها هي من لجأت إلى البرلمان الأوكراني وهل تعرف شكلها أو تعلم أنها موجودة بالأصل أم هي شخصية وهمية ؟؟و لماذا تم ذكر رقم هاتفي في دبي في المذكرة المقدمة من المدعوة بزوجة سام عثمان ولم تقدم رقم زوجها أيضاً (ذكر بالمذكرة المقدمة باللغة الروسية ولم تتم ترجمته للعربية)؟ فكيف لها أن تعلم رقم هاتفي دون رقم هاتف "زوجها"؟ وهل لأحد يعمل في هذا المجال الشائن أن يعطي اسمه الحقيقي وعنوانه وتاريخ ميلاده؟؟؟ "
وختم موجها الحديث للسفير السوري " الم يكن الأجدر بك قبل إصدار مذكرة توقيف بحقي وبحق صديقي إلى الأنتربول بتاريخ 29/5/2008 أن تقوم بمخاطبة وزارة الداخلية الأوكرانية للاطلاع على فحوى المذكرة من قبل مكتب حقوق الإنسان في البرلمان الأوكراني؟؟ ام أن أياً كان يمكنه الإدعاء على أي مواطن سوري وطعنه بشرفه وتوجيه أية تهمة كانت إليه وبدون أدلة ولا مسائلة قانونية في حال ثبوت العكس وعلى سفاراتنا القيام بتوقيف هذا المواطن دون التكلف حتى بعناء الاستفسار عن صحة الشكوى من عدمها لحين ثبوت براءته؟ "
ومن جملة ما وصفه " نوفل " بـ الأكاذيب ما ذكره المعروض بأنه غادر كييف إلى دبي مباشرة , علما أنه غادر الى سورية وقضى فيها سنتين ثم غادر الى السعودية وعمل هناك 3 سنوات وبعدها ذهب الى دبي, مبرزا جواز سفره الواضحة فيه تأشيرات المرور .
مذكرة جديدة من السفير السوري في كييف يتهم فيها " نوفل " بالهجرة الغير شرعية " لاوكرانيا "
ويقول "نوفل":لقد عشت في روسيا واوكرانيا منذ عام 1992 ولغاية 1999 وقدمت إليهم بفيزا حقيقية صادرة من سفاراتهم, واذا كنت قد هاجرت لاوكرانيا بصورة غير شرعية في تلك الفترة كما يدعي حضرة السفير الموقر, فكيف لاوكرانيا ان تمنحني الفيزا لادخلها مرتين في عام 2006 دون مساءلتي عن الهجرة الغير شرعية؟؟؟؟
واكتفى " نوفل " بإبراز فيزا وصور عن تجديد الإقامة صادرة من غرفة تجارة مدينة كييف .
ويعود " نوفل " إلى المشكلة مع الأوكراني المدعو " أناتولي أوسادتشي " مبينا أنه قرر التوجه إلى السفارة الأوكرانية ليسطر شكوى ضده.
وكان جواب السفارة الأوكرانية و نقله " نوفل " في شكواه بالحرف حيث قالوا له " نحن هنا لحماية مصالح مواطنينا وليس لتسلم الشكاوى عليهم " .
و بأسى يقول " نوفل " في شكواه " كم من المحزن سماع جملة مثل : نحن هنا لحماية مصالح مواطنينا وليس لتسلم شكاوى عليهم؟؟؟ " .
وعندما اراهم المعروض المقدم ضده من محامي الدفاع (المدافع عن حقوق الانسان بمعرفتكم), قهقهوا عاليا وسخروا منه – حسب الشكوى - .
وقال له أحدهم في السفارة الأوكرانية " يمكنني الآن أن اكتب 100 عريضة بعدة أشخاص وأرسلها لعدة سفارات ولكن لا قيمة لها وغير معترف بها لأنها لا تحمل أي توقيع " .
و أردف " الحق على سفارتك التي تقبل بهذه المذكرات بدون الرجوع لوزارة الداخلية في الخارج للتأكد من صحة الادعاء, ومثل هذه الاوراق لا تحمل اي طابع رسمي, ولو كانت موجهة من قبل مكتب في البرلمان لكانت كملف كامل وليس كورقة لا تقدم ولا تؤخر" .
نوفل : صرت أخاف أن أختلف مع أحد رعايا بنغلاديش
و يقول نوفل في شكواه بلغة مشبعة بالألم " صرت أخاف من أن أختلف مع أحد رعايا بنغلاديش فيقوم بالشكوى ضدي لسفارتنا وأصبح مطاردا من قبل الأنتربول الدولي بأي تهمة كان كالاتجار بالمخدرات مثلا وليس إزعاج احد رعايا الدول الأخرى "
و أيضا " أو أن أقوم من غير قصد بركل قطة شاردة على قارعة الطريق لأصبح ملاحقا من خلال الأنتربول لأن أحد حماة رعايا الحيوان قدم قصاصة ورق ضدي لإحدى سفاراتنا في الخارج " .
المحكمة تقر ببراءة " نوفل " ..
خلصت المحكمة التي نظرت في قضية " وسام نوفل " إلى الحكم ببراءته من التهمة الأولى الموجه إليه.
و المؤلم أن " نوفل " لا يمكنه العودة إلى الوطن خوفا من التهمة الثانية التي ربما تكلفه أيضا " الشرشحة " والطرد من العمل , وهذه التهمة هي ماتمت الإشارة إليه أعلاه وهي " الهجرة الغير شرعية " .
وحول ذلك قال " نوفل " في شكواه " هل اذهب باجازة مدتها 20 يوما لاقضى نصفها وربما اكثر في السجن لانني لم اقترف ذنباً ولانني بريء حتى تثبت براءتي, وفي حين ذهبت وانتهيت من هذه القضية فما هي القضية الجديدة التي ستنتظرني ؟؟؟؟
و نختصر ..
" أ – قضى " نوفل " في السجن 10 ايام مع المنع من السفر لمدة شهر لحين إحالة القضية إلى المحكمة.
ب – تم تحويله إلى المحكمة بتهمة تسيير الدعارة السرية. (انتهت المحكمة وربح القضية)
ج - تم طرده من عمله بسبب تأخره في العودة من إجازته, وكان يتقاضى راتبا وقدره 12500 درهم ما بين راتب وعمولات , أي 12500* 18 (الاشهر المتبقية لانتهاء عقدي) = 225000 درهم ما يعادل أكثر من 3 ملايين ليرة سورية... *** " .
وكل ذلك لأن مواطن أوكراني ذهب إلى سفارتنا وقدم معروضا " لا قيمة رسمية له " بحق أحد رعاياها و اعتمدته السفارة دون الإتيان ببديهيات العمل .
و وجه " نوفل " مناشدة طالب خلالها بتعيين الكفاءات التي تهتم بمصالح أبناء شعبنا في الخارج .
ونحن في عكس السير ننشر الشكوى أعلاه نظرا لإيماننا العميق و اعتزازنا بوزارة خارجيتنا والتي أثببت في عملها أنها رقما صعبا على خارطة العالم , وما نأمله أن تكون جميع المكاتب و المؤسسات التابعة لها تحمل ذات الإيمان بسوريتنا و تعمل بذات الجهد و الإخلاص .