الشوايا : أصل وفصل وفخر
شاوي وافتخر ..سوري وافتخر .
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد قرأت في أحدى صفحات المنتديات ما كتبه بعض الأخوة من أجتهاداتهم في تعريف معنى شوايا ، وراح البعض يفسر هذه الكلمة على أنهم رعاة الأغنام والأبل من العرب وسكان الريف !!
بينما كانت آراء بعض الحاقدين الذين يحاولون تشويه الحقيقة وقلب التاريخ تعطي معنى واحد للشوايا على أنهم أناس بسطاء وعقلياتهم محدودة ، فهذا الأنطباع الذي يحاولون تكوينه عن كلمة شاوي أو شوايا!!
وأحببت أن أضيف بعض المعلومات لا للتعريف في شوايا لأن الشوايا هم أغنياء عن التعريف ويكفي
أنتسابهم لقبائلهم المنحدرة من قحطان وعدنان فخراً لهم لكن فقط للتوضيح على من ألتبست عليهم الأمور بسبب الصور التي يرسمها بعض الحاقدون عن الشوايا ، لذلك سأورد بعض المعلومات عن هذه المعاني السامية لكوني أنا شاوي ولي الفخر ، وكما يقال أهل مكة أدرى بشعابها لذلك أقول :
كان العرب في سورياعموما ومنطقة الجزيرة وبلاد الرافدين خصوصاً ينقسمون تبعاً لأنماط عيشهم إلى ثلاثة اقسام وهم :
الحضر : وهم سكان المدن والقرى ممن يعملون بالفلاحة والتجارة وغيرها
البدو : وهم ممن يعيشون خارج المدن ويقومون بتربية الأبل والخيل ، وكانوا يعتدمدون عليها في غزواتهم وحروبهم ، وهم يتميزون بالصبر والجلد .
الشوايا :
وهم البدو المتخصصون في تربية الماعز والضأن والخيل . وعلى خلاف أهل الإبل، لا يستطيع الشوايا التوغل في الصحراء ولا يحتملون مشاق النجعة البعيدة، لعدم استطاعة ماشيتهم على ذلك وحاجتها للماء بشكل يومي.و هذا الصنف من البدو أي (الشوايا) قليل ماكانوا يربون الأبل . وجائت كلمة بدو من البادية يقال بدوي وبادية .
وكان في القبائل العربية مايسمى (الخوة) عبارة عن قسم من الأموال والحلال تقوم القبائل الضعيفة بأخراجها ودفعها للقبائل القوية التي يعيشون في كنفها وتحت حمايتها.فهكذا كانت حياة العرب دارجة .
وهكذا ينقسم أهل الجزيرة السورية من العرب حسب نمط حياتهم إلى حضر مستقرين في المدن والقرى يعملون في التجارة أو فلاحة الأرض، وشوايا شبه مستقرين يقومون على رعي الضأن والماعز والخيل أضافة إلى الزراعة عندما تكون ظروف الرعي غير مواتية ، وبدو رحل يقومون على رعي الإبل والتنقل بها .
إلا أن هذه الفئات الثلاث، رغم تمايزها الإنتاجي ونمط حياتها اليومي، تشكل مع بعضها البعض طبقة الأصيلين، أي المنحدرين من أصول قبلية عربية قحطانية وعدنانية أصيلة . التي تقابلها طبقة غير الأصيلين ممن لا ينتمون لأصول قبلية. وهنا لا أقصد لاسامح الله التشهير أو التقليل من أي قومية أو فئة فكلنا من آدم وكلنا من تراب لكن التعبير الذي أستخدمته هو للتفريق بين العرب العاربة والتي ينتمي إليها معظم البدو الشوايا وبين العرب التي تحدثت باللغة العربية ودخلوا وتعايشوا مع العرب واصبحوا عرباً فيما بعد و تبقى عند العرب عادات وتقاليد ومحافظة على الأصول والإنساب وأهتمام بها من جميع النواحي.
كما و لا يقل الحضري عن الشاوي فخرا بانتمائه القبلي الذي يعد جواز المرور إلى طبقة الأصيلين. وهذا يجعل الحضري ابن عم الشاوي بحكم انتماء الاثنين إلى نفس القبيلة، بما يفترضه ذلك من تسلسلهما من نفس الجد. والمتوقع من أبناء القبيلة الواحدة، بدوهم وحضرهم، أن يتكاتفوا ويتآزروا ويعين بعضهم بعضا. ومما يعزز هذه العلاقة ويمنحها صفة الديمومة ما يقوم بين بدو القبيلة وحضرها من اتصالات مكثفة وزيارات متبادلة وتبادل خدمات ومنافع وتزاوج وتضامن وتكافل. ولا يقل حضر القبيلة عن بني عمهم البدو أو البدو الشوايا في تمسكهم بقيم البادية من كرم وشجاعة وربما شاركوهم في غزواتهم وفي أحيان كثيرة لا تكاد تميز لهجة البدوي الشاوي منهم من لهجة الحضريالذي يسكن بالمدينة .
ولكن وكما نعلم بأن الحياة تسير بأتجاه الحضر أي بأتجاه نزوح البدو إلى المدن ، ولكن كل ما وردناه عن هذه الأنماط لم يبقى منها إلى نمط واحد وهم البدو الشوايا الذين يسكنون المدن والقرى فلم يبقى من الذين يرحلون وينزلون بمواشيهم ولم يبقى أصلاً أبل كل ما بقي هو الضأن التي مازال بعض الناس يقتنيها في القرى .
لكن المصيبة عند بعض الناس وخصوصاً من غير العرب الذين لا يعرفون شئ عن واقع البدو الشواياأو الذين يعرفون ويحاولون الأساءة وتصوير الشاوي على أنه رمز للتخلف .
رغم أن الحياة تغيرت كثيراً فمنذ قرن أو مايزيد قليلاً لم تكن هناك فرص التعليم متوفرة ، وكان سكان الوطن العربي عموماً يعتمدون أما على الرعي أو التجارة أو الزراعة ولم يكن ذلك الأنتشار الواسع للمدارس والجامعات ، وبفضل تطور عجلة الحياة وأنتشار المدارس أصبحت نسبة الأمية لاتعد وأصبح نادراً ماترى شخصاً لا يعرف القراءة والكتابة فضلاً على وجود شهادات جامعية متعددة في العائلة الواحدة ، فعلى سبيل المثال أنا معي شهاده ثانوية علمي بمجموع 189 واخي يدرس طبيب اسنان وغيرو وغيرو كثير من الدراسة ولكن عندما يسمعني شخص من خارج منطقة الجزيرة أو حتى من داخلها مثل شخص كردي او مسيحي عربي عندما يسمعني أتحدث
بلهجتي البدوية أو يراني وأنا ألبس الشماغ على رأسي وأضع العقال فأنا في نظر هؤلاء شاوي ، وفعلاً أنا شاوي ولي كل الفخر بهذا الوسام العظيم الذي يؤكد أصولي و لكن النظرة المتكونة لدى هذا الإنسان الذي ينعتني بلقب الشاوي أنه بما أني كذلك فأنا متخلف ويستغرب عندما يعلم أن هذا الشاوي الذي أمامه يتمتع بتحصيل علمي أفضل من تحصيله على أغلب الأحيان ، لأنه لو كان هذا الرجل الذي كون هذا الأنطباع الخاطئ عن الشوايا سواء بقصد أو بغير قصد عرف ما معنى شاوي لعلم أن هذا فخر وليس ذم وأن الشاوي هذا ليس بالضرورة أنه مازال يرعى الأغنام والخيل وجاهلاً بالقراءة والحساب . رغم ان مهنة رعاية الأغنام مارسها كل الرسل والأنبياء وهي شئ نعتز به .
ومما لا شك فيه أن البدو الشوايا أقرب للخير من أهل المدن وهم يتصفون بالشجاعة والكرم والصدق ومن عاداتهم أغاثة الملهوف وحسن الجوار ، والشوايا يتميزون بصفاء الذهن وسرعة الحفظ وتعلم الأدب وحفظ الشعر ، كما ويحترمون الوالدين أجل وأكبر أحترام ويحترم صغيرهم كبيرهم ، ويفخرون بأنسابهم الأصيلة ويدافعون عن ديارهم وبلادهم بكل قطرة يمتلكونها . والعشائر العربية بسوريا هي أمتداد للعشائر العراقية وفصلت بينهم الحدود المصطنعة ، وكلنا يعرف أن المقاومة العراقية في العراق هي بفضل العرب والعشائر العربية في العراق .
ولا يقاس الشوايا بتصرف فرد منهم فهذا مخالف للعقل فضلاً عن كونه مخالفاً لكل منطق وعرف أجتماعي فالفرد لا يمثل الجماعة بحسن أو سوء سلوكه ، لكن يقاس الشوايا بعمومهم وبعاداتهم النبيلة التي توارثوها أباً عن جد ،والتي حض عليها الإسلام كما ويقاسون بالصدق وبساطة تعاملهم خلافاً لما هو الحال عليه من الغش والأحتيال والأخلاق الذميمة الذي اصبح فخراً يفخر به البعض من سكان المدن الذين لا يوجد لديهم ماضِ يشجعهم على حسن الخلق ونبل النفس .
لذلك أرجوا من المنتقدين من الحاقدين المزيد من الشفافية والتمحيص عند التطرق لهذه المواضيع وأرجو أيضاً ألتماس المصداقية والحقيقة لا التلفيق والأزدراء .
تقبلوا تحياتي والله الموفق والحمد لله رب العالمين .